منتدى خالد بن الوليد ضاية الترفاس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


متوسطة خالد بن الوليد مؤسسسة تربوية ببلدية الناظورة ضاية الترفاس تقع جنوب ولاية تيارت تبعد عنها حوالي 70كم
 
الرئيسيةدخولأحدث الصورالتسجيل

 

 نبذة عن حياة الخلفاء الراشدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبــ إيمان ـو

أبــ إيمان ـو


عدد المساهمات : 167
نقاط : 4479
تاريخ التسجيل : 08/03/2013

نبذة عن حياة الخلفاء الراشدين Empty
مُساهمةموضوع: نبذة عن حياة الخلفاء الراشدين   نبذة عن حياة الخلفاء الراشدين I_icon_minitimeالجمعة 26 أبريل 2013 - 20:38


خليفة رسول الله أبو بكر الصديق
كان أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين وثاني اثنين إذ هما في الغار، وكان يسمى عبد الله بن أبى قحافة، ويسمى أيضاَ "عتيق"، لأن رسول الله بشره من العتق من النار. كما كان يسمى قبيل الإسلام "بعبد الكعبة"، وسمى بعبد الله بعد ظهور نور الله. أما اللقب الشهير"الصديق" فلأنه صدق وحى السماء إلى رسول لله في قصة الإسراء والمعراج. وأبو بكر يصغر رسول الله بسنتين وعدة أشهر وكان يعمل بالتجارة وكان غنيا يملك المال الكثير وهو صاحب مروءة وإحسان وتفضيل، وهو رجل من احد عشر رجالاَ من قريش كان لهم شرف وفضل وسيادة، واشتهر عنه التواضع والشجاعة.
إسلامه رضي الله عنه
وفي طفولته ذهب به والده في أحد الأيام لزيارة الأصنام التي كانوا يعبدونها، وتركه بعد أن أوصاه أن يقوم برعايتها والصلاة لها، فقال أبو بكر لواحد من الأصنام: إني جائع فأطعمني فاصنع فلم يجبه الصنم بالطلب، فقال ساخراَ: أريدك أن تكسوني ، ولم يجبه ، فأخذ صخرة وألقاها على الصنم فوقع على وجهه .
وأبو بكر أول من أسلم من الرجال، وأسلم على يديه عثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبى وقاص ، وطلحة بن عبيد الله .
قريش تؤذى أبا بكر
وحين دخل رسول الله دار الأرقم بن أبي الأرقم يستخفي فيها من قريش ويؤدى بها شعائر دينه هو والمسلمون الأوائل, وقف أبو بكر يدعو لدين الله, فقام الكفار إلى أبى بكر يضربونه حتى سقط مغشياَ عليه, فداسوه بأقدامهم ولم يستطع أحد أن يستنقذه منهم إلا بنو تيم بن مرة عشيرة أبي بكر, وحملوه إلى الدار فلما أفاق رفض أن يتناول الطعام حتى يطمئن على رسول الله , وطلب من أمه أن تذهب إلى فاطمة بنت الخطاب (شقيقة عمر بن الخطاب ) لتسألها عن رسول الله , وكانت فاطمة قد أسلمت هي و زوجها سعيد بن زيد, فجاءته فاطمة وخرج معهما, ولما اطمأن على رسول الله , طلب منه أن يدعو لأمه أن تسلم, فدعا لها رسول الله , فأسلمت.
جوار ابن الدغنة
أذن رسول الله للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة ودخل أبو بكر في جوار ابن الدغنة من أذى المشركين، ثم طلبت قريش من مجيره أن تكون عبادة أبى بكر داخل بيته، وعاد إلى بيته فبني بها مسجداَ، وراح يقرأ القرآن، فخشيت قريش أن يفتن الناس بالإسلام، فطلبوا من مجيره أن يأخذ منه الجوار أو أن يجعله يكف عن قراءة القرآن بصوت مسموع. فقال له أبو بكر: "إنني أرد عليك جوارك وأدخل في جوار الله.
إنفاق المال في عتق العبيد
يقول تعالى: (وسيجنبها الأتقى (17) الذي يؤتى ماله يتزكى) .
قبيل هجرة أبو بكر أعتق سبعة كانوا يعذبون لإسلامهم وكان يمتلك أربعين ألف درهم أنفقها، ولم يبق معه وقت هجرته إلا خمسة آلاف فقط.
هجرة الرسول r
يقول تعالى: ( إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ).
ها هو أبو بكر يخرج مع رسول الله مهاجراَ معه وسارا معاَ حتى وصلا إلى جبل ثور جنوب غرب مكة. وكانت أسماء بنت أبى بكر تأتيهما بالطعام في الغار، وظل رسول الله r وأبو بكر في الغار لمدة ثلاثة أيام.
ولأبي بكر أثناء دخولهما الغار موقف جليل حيث إنه قال لرسول الله : انتظر حتى أدخل فأنظر, حتى لا يكون هناك شيء يؤذى النبي , بل وقام بسد الثغور بثوبه وبجسده. وقد أخد ما بقى معه من مال وهو خمسة آلاف درهم, وتقول أسماء بنت أبى بكر: إنّ والد أبيها - وكان كفيفا - قد استاء من هجرة ابنه مع رسول الله لأنه كان مشركاَ فقامت بوضع الحجارة في كيس النقود وقالت لجدها: ها هو المال قد تركه أبى لنا.
الغزوات
وفي المدينة كانت الغزوات وكان أبو بكر لا يترك رسول الله , وقاتل معه في غزوة بدر, وثبت معه يوم أحد ويوم حنين حين فرّ الناس.
روي أنّ علي بن أبي طالب قال حين سأله الناس: من أشجع الناس؟ فقال لهم: إنه أبو بكر, لقد كان يوم بدر حين صنعنا للرسول عريشاَ فوقف شاهراَ سيفه على رأس رسول الله يدافع عنه ولا يهوى أحد إليه إلا هوى إليه بسيفه وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاَ أن يقول ربى الله. ومن الآيات البينات التي نزلت في أبى بكر(فأما من أعطى واتقى) حيث كان يعتق العجائز والنساء إذا أسلمن. ونزلت فيه أيضاَ (ولمن خاف مقام ربه جنتان).
وزوج أبو بكر ابنته السيدة عائشة للرسول ، وظل أبو بكر طيلة صحبته لرسول الله على نهجه القويم نبراساَ للحق، حتى مرض رسول الله واشتد عليه المرض فطلب إلى أبى بكر أن يخرج ليصلى بالناس، ولحق رسول الله بالرفيق الأعلى ولمّا علم أبو بكر بوفاة النبي r دخل عليه وكشف وجهه وقبله وبكى، وخرج إلى المسجد فوجد عمر ينهر الناس الذين يقولون إنّ رسول الله قد مات، فقام أبو بكر إلى الناس وقال لهم: "أيها الناس - من كان يعبد محمداَ فإن محمدا َ قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت-.
المبايعة لأبى بكر بالخلافة
ثم وقف وهو يغالب دمعه يقول للناس: "هذا عمر وهذا أبو عبيدة، فأيهما شاتم فبايعوه". فقال عمر وأبو عبيدة: "لا والله، لا يتولى هذا الأمر غيرك فأنت أفضل المهاجرين وثاني اثنين إذ هما في الغار ابسط يدك نبايعك.
حرب الردة
ومنع بعض الناس الزكاة وبدأ من كان إيمانه ضعيفا يرتد عن دينه، وقد ثبت على الإيمان أهل المدينة ومكة والطائف ومهاجرة العرب وبعض المسلمين في بعض الأطراف، فأرسل أبو بكر الجيش بقيادة أسامة بن زيد وخرج يودى الجيش، ومن تواضعه أنه كان يسير بأسامة بن زيد في سرية كان رسول الله أمره عليها قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وكان أسامة يركب على فرسه.
وقال أبو بكر مقولته الشهيرة التي هي دستور المسلمين في الحروب: " لا تخونوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا بالقتلى ، ولا تقتلوا طفلا، ولا شيخا كبيراَ ولا امرأة، لا تعقروا نخلة ولا تحرقوها، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأكل، وإذا مررتم بالذين يتعبدون في صوامعهم فاتركوهم لشانهم، وعلى هذا فسيروا على بركة الله".
الفتوح في عهد أبى بكر
فتح أبو بكر الصديق اليمامة وقتل مسيلمة الكذّاب وأيضاَ الأسود العنسي الكذّاب بصنعاء في اليمن, وبث الجيوش إلى الشام والعراق.
لقد كان مسيلمة الكذّاب هو الذي ادعى النبوة و أيضاَ الأسود العنسي ادعى ذلك. وكان لأبى بكر فضل محاربة أهل الردّة, وقال قولته المشهورة: والله لو منعوني عناقاَ (ولد العنز الصغير) كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها.
ولأبي بكر الصديق مواقف عظيمة منها أنه كان يقوم برعاية امرأة كفيفة البصر.
الدروس المستفادة من قصة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق
الصدق, سبيل الخير ودليل البر, وصيانة العهد, الوفاء, الإنفاق في سبيل الخير, خشية الله والعمل ليوم الحساب. التعاطف والتواد للإخوان, والتواضع, والشجاعة, والتأسي بالحلم والصبر والرحمة والرأفة...................
***رضي الله عن أبى بكر الصديق وعن صحابة رسول الله وعن التابعين***
الفاروق عمر بن الخطاب
لعمر بن الخطاب منزلة عظيمة ومكانة رفيعة أيضا في رفع صرح الإسلام . كان عمر الخليفة العادل يؤدي الحقوق إلى أصحابها , وكان زاهدا وعابدا ناسكا , قويا أمينا , هو بحق إمام المتقين .فعمر شخصية فريدة في نوعها فذة , عظمة في بساطة , يقين في قوة , قوة في عدل , ورحمة ورأفة بجميع المسلمين .
قوته وبطشه
كان عمر في الجاهلية تاجرا مشهورا من أشراف قريش , وكان سفيرا لقريش في الحرب والسلم , والغريب أنه كان من أشد النّاس عداوة لرسول الله , لدرجة أنه كان يعذب جارية بني مؤمل حتى اشتراها أبو بكر وأعتقها .
إسلامه رضي الله عنه
خرج عمر يسعى إلى رسول الله يبغي قتله , بعدما هاجر المسلمون إلى الحبشة ، فقابل صديق له ، فلما علم عمر قال له (( ألا تذهب لقتل أختك وزوجها سعيد بن زيد فقد أسلما)) فأسرع إليهما والغضب يكاد يذهب بعقله ، فلما دخل عليها وكان عندها قوم يقرؤون القرآن فاختبئوا منه رعبا وخوفا ، فضرب شقيقته وزوجها فلما رأى الدم يسيل من وجه شقيقته أخذته الرأفة بها فقال لها ((أريني الصحيفة التي كانت معك)) فرفضت فاطمة بنت الخطاب أن تعطيها له حتى يتوضأ ويغتسل ، فجعل فأعطته الصحيفة فتغير حال عمر حين قرأ القرآن .
بسم الله الرحمن الرحيم
(طـه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3)) [ طــه ا-3]
وأشرق نور الإيمان في قلب عمر حين قرأ القرآن ، فأسلم عمر وأعلن إسلامه ، وذهب إلى أبى جهل وأخبره أنه تبع دين محمد ، دين الحق ، وكان إسلام عمر بعد إسلام حمزة عم الرسول بثلاثة أيام . كان رسول الله يدعو الله أن يعز ويؤيده بإسلام عمر ، وبإسلام حمزة وعمر أصبح المسلمون يجهرون بإسلامهم وصلاتهم .
هجرة عمر رضي الله عنه إلى المدينة
حين هاجر رسول الله إلى المدينة ومعه أبو بكر ، أخذت قريش تؤذي وتمنع من يخرج للهجرة من المسلمين ، ولكن عمر هاجر وهو متقلد سيفه ، وقد حمل قوسه وأسهمه في يده وذهب إلي الكعبة وطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام ودار يحول أشراف مكة واحدا واحدا ، وهم يومئذ أهل شرك ، وقال لهم ((من أراد أن تثكله أمه (أي تفقده) وييتم ولده ، وترمل زوجته ، فليحقني وراء هذا الوادى )) فما تبعه أحد.
شهد الفاروق عمر بن الخطاب كل الغزوات مع رسول الله . وحين حضرت أبو بكر الوفاة ، أوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب . وكان عمر قد وضع دستور للناس كله عدل وصدق وأمان ، فها هو يقول للناس ((إن الله قد ابتلاكم بي وابتلاني بكم ، وأبقاني فيكم)) . وأخبر الناس أن سوف يحسن إلى من أحسن ، ويعاقب من يسيء ، وطلب منهم إذا رأوا فيه اعوجاجا أن يقوموه . فقال له أحدهم ((والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا)) . فلم يغضب عمر قائلا ((الحمد لله الذي جعل الأمر شوري بينكم وبيني)) .
خلافة عمر العادل الزاهد
لعمر بن الخطاب موقف غاية في الإنصاف والعدل . جاء أحد المصريين إلى الخليفة العادل عمر يشكو عمرو بن العاص وابنه الذي كان بينهما سباق بالخيل , فسبق المصري ابن عمرو بن العاص. فلما غضب ابن عمرو بن العاص قام بضرب المصري بالسوط وهو يقول له ((خذها وأنا ابن الأكرمين)). فذهب المصري إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب لكي يشكو إليه ما فعله ابن عمرو بن العاص , فأرسل عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وابنه ليحضرا إليه. . . فلما وصلا إليه وقدما عليه أعطى للمصري سوطا وطلب منه أن يضرب ابن عمرو بن العاص وهو يقول له ((اضرب ابن الأكرمين, فأخذ المصري السوط وضرب ابن عمرو بن العاص)). وقال عمر قولته الشهيرة ((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)).
وجعل لكل فرد في الدولة راتباً يكفيه, كما كان يعفي من أهل الكتاب من لا يستطيع دفع الجزية, بينما كان يسير وهو في المدينة وثوبه به أكثر من عشرين رقعة.
لعمر قصة شهيرة مع أحد الرعية, وقف ذات يوم على المنبر ليخطب في الناس , فقال له أحدهم((والله لا نستمع إليك وقد ميزت نفسك علينا يا أمير المؤمنين, فأعطيت لكل واحد منا جلباباً واحداً وأخذت لنفسك جلبابين)), فنادى عمر رضي الله عنه على ابنه عبد الله ليقول له (( يا عبد الله, من صاحب الجلباب الثاني؟)) فيقول عبد الله((إنه لي يا أمير المؤمنين, ولكنى تركته لك)) فأكمل عمر((وانتم كما تعلمون أنني رجل طوال"طويل القامة" وكان الجلباب الأول قصيراً ,فأعطاني ولدي جلبابه فأطلت به جلبابي)) فيعتذر إليه الرجل وهو يقول له ((الآن نسمع لك يا أمير المؤمنين ونطيع)).
صفاته رضي الله عنه
كان عمر قوياً في الحق, رحيماً بالفقراء والمساكين, وكان ذا شخصية مهيبة, ورغم ذلك كان سريع البكاء والخشوع بين يدي ربه , وصاحب فراسة نادرة وعجيبة, فذات مرة حدث أنه كان يخطب خطبة الجمعة والناس يستمعون إليه إذ به ينادي بأعلى صوته((يا سارية الجبل"أي الزم الجبل وأعط ظهرك إليه لكي تحذر عدوك من خلفك"ومن استرعى الذئب ظلم)).وعاد يكمل خطبته وصلى بالناس. وبعد الصلاة سأله علي ((سمعناك تنادي"يا سارية الجبل" ؟)). فقال عمر((أو سمعتني يا علي؟)), فقال علي بن أبي طالب ((وكل من في المسجد سمعك)),فقال عمر ((لقد رأيت كأن المشركين التفوا حول المسلمين وكادوا يهزمونهم, وهم يمرون بجبل, فلو اتجهوا إليه انتصروا على المشركين, وإن تركوه هلكوا وانهزموا, فصحت بهم "الجبل الجبل")). وبعد مرور شهر على تلك الخطبة جاءه البشير فقال لهم ((إنهم سمعوا في ذلك اليوم صوتاً يشبه صوت عمر بن الخطاب وهو يقول "يا سارية الجبل الجبل" واتجهنا إليه, وفتح الله علينا بالنصر)).
الزهد والتقشف والورع والنزاعة
في عام الرمادة, كان هذا العام هو عام المجاعة الشديدة, أمر عمر بذبح جزور وتوزيع لحمه على أهل المدينة, فأُبقيَ لأمير المؤمنين جزء طيب من لحمه وعند الغداء وضع أمامه, فقال((بئس الوالي إن أكلت أنا أطيب ما فيها وتركت للناس عظامها)) وأمر فرفعت من أمامه وطلب الخبز والزيت.
في إحدى جولاته التفـتيشية التي كان يفاجئ بها الأسواق وجد إبلاً سمينة, فسأل لمن هذا؟ فقالوا((إنها إبل عبد الله بن عمر)) فانتفض عمر بشدة وأرسل في طلب ابنه عبد الله .وسأله((من أين لك بثمنها؟)) فقال عبد الله((اشتريتها بمالي لأتاجر فيها)) فقال عمر((أرجعها إلى بيت مال المسلمين, وخذ ما دفعته فيها فقط)) .
وعبد الله بن عمر كان من الأتقياء الصالحين, وهو من رواة الأحاديث. وقد رفض عمر إلحاح أصحابه كي يوليه منصباً من مناصب الدولة, أو أن يرشحه للخلافة.
تواضعه رضي الله عنه
تذكرون حين وفد بعض التجار إلى المدينة ونصبوا خيامهم على مشارفها, فلمّا خرج عمر ومعه عبد الرّحمن بن عوف ليتفقد أحوال القافلة وجلسا على مقربة من القافلة.وقال عمر لعبد الرّحمن ((سنمضي هنا بقية الليل نحرس ضيوفنا)). ولكن سمع صوت بكاء طفل فقام ليتبع الصوت, وقال لأم الطفل((اتقي الله يا هذه, وأحسني إلى طفلك)) فقالت له المرأة((إني أفطمه, ولهذا يبكي)) فقال لها عمر((كيف تفطمينه وهو صغير هكذا؟)) فقالت له المرأة((لأن أمير المؤمنين لا يعطي الراتب للطفل الرضيع ويعطيه للفطيم فقط)) .
ويروى عن عبد الرحمن بن عوف أن أمير المؤمنين عمر في تلك الليلة حين صلى بالمسلمين الفجر لم يستطع الناس أن تتبين قراءته من شدة بكائه. .وظل يردد((كم قتلت من أولاد المسلمين يا عمر)) وأمر المنادي أن ينادي في الناس ((لا تعجلوا بفطام أطفالكم)) فقد أمر أمير المؤمنين لكل وليد براتب وكسوة وطعام .
عدله مع أهل الكتاب
ها هو عمر يسطّر أكبر شهادة للإسلام أنه دين التسامح والإخاء والمودّة والسّلام والرّحمة. حدث ذلك حين طلب أساقفة بيت المقدس تسليمها إلى أمير المؤمنين بنفسه, فحضر إليهم وكتب لهم أماناً على أنفسهم وأولادهم وأموالهم وجميع كنائسهم لا تهدم ولا تسكن. وحين أذن مؤذن للصلاة وكان عمر جالساً في كنيسة القيامة خرج مسرعاً ليصلي خارج الكنيسة في الأرض الفضاء أمامها, وقال للبطاركة((لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون من بعدي وقالوا "هنا صلى عمر")).
وكان العهد الذي سطره التاريخ لعمر منذ ألف وأربعمائة سنة ونيف يقول لأهل إيلياء((هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين, أعطاهم الأمان)) .
عمر رضي الله عنه ونظام الحكم
كان عمر هو الذي أنشأ الحكومة وجعل لها الدواوين ونظم فيها الإدارة والقضاء وجعل فيها بيت المال, وهو الذي أشار بوضع علم النحو لحفظ اللغة العربية, كما أنه ألح على أبي بكر في جمع القرآن الكريم وبدأ أبو بكر بجمع القرآن الكريم, ولمّا توفى أكمل عمر حتى كان عهد عثمان , فكان المصحف الذي نعرفه الآن .
الخليفة العادل يعظ أحد الرعية
ولكن ما هي قصة الرجل الذي وعظه عمر بلطف وإنسانية ؟؟؟؟
كان هذا الرجل يشرب الخمر, ولما سأل عنه عمر فقيل له((إنه لا يكاد يتركها)). فتألم عمر لذلك فكتب إلى الرجل يقول له((إني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير" [غافر: 3] )). فلما وصلت الرسالة إلى الرجل أخذ يردد هذه الآية حتى تاب الله عليه. فامتنع عن شرب الخمر, فلما بلغ خبره عمر قال للناس((هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زلّ, فسددوا وادعوا الله أن يتوب عليه ولا تعينوا الشيطان عليه)) .
مصر وعروس النيل
ذهب أهل مصر إلى عمرو بن العاص بعدما فتح مصر في شهر بؤونة فأخبروه أن النيل لا يجري بالخير إلا إذا ألقوا فيه عروساً جميلة, إنسانة حية وتكون في أبهى زينة وأجمل ثياب وتتحلى بالحلي, وظلوا يلحون على عمرو بن العاص ثلاثة أشهر كاملة, فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يسأله في أمرهم هذا؟ فأرسل عمر بن الخطاب رسالة قال فيها((من عبد الله عمر إلى نيل مصر, أما بعد فإن كنت تجري من قِبَلك فلا تجرِ, وإن كنت تجري من قِبَل الله تعالى, فنسأل الله العظيم أن يجريك)) وبعدما ألقيت فيه ورقة عمر, أجرى الله النيل ستة عشر ذراعاً .
عدل عمر وحكمته
في أحد الأيام أحضروا لعمر غلماناً قد سرقوا ناقة رجل, ورآهم عمر وأجسامهم ضئيلة وهزيلة, والبؤس باد عليهم, ووجوههم صفراء, فأحضر سيدهم وقال له((لقد كدت أعاقبهم لولا علمي أنك تجيعهم, فلمّا جاعوا سرقوا, ولن أعاقبهم بل أعاقبك أنت, وعليك أن تقوم بدفع ثمنها إلى الرجل)) وقال للغلمان((اذهبوا ولا تعودوا لمثل هذا مرة ثانية)) .
وفاة عمر رضي الله عنه
وهكذا ظل عمر يحكم بالعدل والإنصاف ويعيش تقشفاً زاهداً حتى كان ذات يوم يصلي بالناس فاختبأ له غلام مـجوسي"من عبدة النار" يسمى أبا لؤلؤة وطعن عمر بخنجر, ولما قبض عليه انتحر .
***رضي الله عن عمر بن الخطاب وعن صحابة رسول الله وعن التابعين***
عثمان بن عفان
نسب عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي.
أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها: أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي البيضاء توأمة عبد الله بن عبد المطلب فهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأم أم حكيم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهي جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقب عثمان بن عفان
لُقب عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين، والمراد بالنورين ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما؛ حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنهما، وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي يا بني، أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟ قلت لا أدري. قال لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خُلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمي ذا النورين.
كنية عثمان بن عفان
كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله، واكتنى به، فكناه المسلمون أبا عبد الله. مولده ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح.
صفة عثمان بن عفان الخلقية
كان رضي الله عنه رجلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، رقيق البشرة، كث اللحية عظيمها، عظيم الكراديس، عظيم ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته، أضلع، أروح الرجلي، أقني، خدل الساقي، طويل الذراعين، شعره قد كس ذراعيه، جعد الشعر أحسن الناس ثغرًا، جمته أسفل من أذنيه، حسن الوجه، والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل أسمر اللون.
زوجات عثمان بن عفان
تزوج عثمان رضي الله عنه ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهنّ: رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أنجبت له عبد الله بن عثمان، ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة رقية، وتزوج فاختة بنت غزوان، وهي أخت الأمير عتبة بن غزوان، وأنجبت له عبد الله الأصغر، وتزوج أم عمرو بنت جندب الأزدية، وقد أنجبت له عمرًا وخالدًا وأبان وعمر ومريم، وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية وأنجبت له الوليد وسعيد وأم سعد، وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، وأنجبت له عبد الملك، وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية وأنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو، وقد أسلمت رملة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج نائلة بنت الفَرافصة الكلبية وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحسن إسلامها.
أبناء عثمان بن عفان
كانوا تسعة أبناء من الذكور من خمس زوجات، وهم:
- عبد الله ولد قبل الهجرة بعامين، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوائل أيام الحياة في المدينة نقره الديك في وجهه قرب عينه، وأخذ مكان نقر الديك يتسع حتى مات في السنة الرابعة للهجرة، وكان عمره ست سنوات.
- وعبد الله الأصغر: أمه فاختة بنت غزوان.
– وعمرو وأمه أم عمرو بنت جندب، وقد روى عن أبيه وعن أسامة بن زيد، وروى عنه علي بن الحسين وسعيد بن المسيب وأبو الزناد، وهو قليل الحديث، وتزوج رملة بنت معاوية بن أبي سفيان، توفي سنة ثمانين للهجرة.
- وخالد وأمه أم عمرو بنت جندب.
- وأبان وأمه أم عمرو بنت جندب كان إمامًا في الفقه يكنى أبا سعيد، تولى إمرة المدينة سبع سنين في عهد الملك بن مروان، سمع أباه وزيد بن ثابت، له أحاديث قليلة.
- وعمر وأمه أم عمرو بنت جندب.
- والوليد وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية.
- وسعيد وأمه فاطمة بنت الوليد المخزومية، تولى أمر خراسان عام ستة وخمسين أيام معاوية بن أبي سفيان.
- وعبد الملك وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن، ومات صغيرًا.
وأمَّا بناته فهن سبع من خمس نساء، منهن: مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب، وأم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية، وعائشة: وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة، ومريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة، وأم البنين وأمها أم ولد.
زواجه من رقية بنت رسول الله
وقصة ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوج رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة المسد: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}[المسد: 1-5]. قال لهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما، كرامةً من الله تعالى لهما، وهوانًا لابنَيْ أبي لهب.
وما كاد عثمان بن عفان رضي الله عنه يسمع بخبر طلاق رقية حتى استطار فرحًا وبادر، فخطبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منه، وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعة، وكانت هي تضاهيه قسامة وصباحة، فكان يقال لها حين زفت إليه
أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان.
زواجه من أم كلثوم بنت رسول الله
عرفت أم كلثوم -رضي الله عنها- بكنيتها، ولا يعرف لها اسم إلا ما ذكره الحاكم عن مصعب الزبيري أن اسمها (أمية)، وهي أكبر سنًّا من فاطمة رضي الله عنها.
قال سعيد بن المسيب "تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأيمت حفصة بنت عمر من زوجها، فمر عمر بعثمان، فقال هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه، وذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ أَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُ عُثْمَانَ خَيْرًا مِنْهَا أُمَّ كُلْثُومُ".
وعن أم المؤمنين بنت الصديق -رضي الله عنها- قالت: لما زوج النبي ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن "هَيِّئِي ابْنَتِي أُمَّ كُلْثُومٍ، وَزِفِّيهَا إِلَى عُثْمَانَ، وَاخْفِقِي بَيْنَ يَدَيْهَا بِالدُّفِّ". ففعلت ذلك، فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة، فدخل عليها فقال "يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟" قَالَتْ خَيْرَ بَعْلٍ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند باب المسجد فقال يَا عُثْمَانَ، هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ، وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا". وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة النبوية في ربيع الأول، وبنى بها في جمادى الآخرة.
ولما توفيت أم كلثوم -رضي الله عنها- في شعبان سنة تسع هجرية تأثر عثمان رضي الله عنه، وحزن حزنًا عظيمًا على فراقه لأم كلثوم، "ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وهو يسير منكسرًا، وفي وجهه حزن لما أصابه، فدنا منه وقال: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَجَّنَاكَهَا يَا عُثْمَانُ".
وهذا دليل حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان، ودليل وفاء عثمان لنبيه وتوقيره، وفيه دليل على نفي ما اعتاده الناس من التشاؤم في مثل هذا الموطن، فإن قدر الله ماضٍ وأمره نافذ، ولا راد لأمره.
كان رضي الله عنه في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه، فهو عريض الجاه ثري، شديد الحياء، عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه، لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، ولم يقترف فاحشة قط، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام، وكان يقول إنها تذهب العقل، والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان، وعلى الإنسان أن يسمو به، لا أن يصارعه.
يقول عن نفسه رضي الله عنه "مَا تَغَنَّيْتُ وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، وَلاَ زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ فِي إِسْلاَمٍ".
وكان رضي الله عنه على علم بمعارف العرب في الجاهلية ومنها: الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وساح في الأرض، فرحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواما غير العرب، فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره. واهتم بتجارته التي ورثها عن والده، ونمت ثروته وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش، فقد كان المجتمع المكي الجاهلي الذي عاش فيه عثمان يقدر الرجال حسب أموالهم، ويُهاب فيه الرجال حسب أولادهم وإخوتهم وعشيرتهم وقومهم، فنال عثمان مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة.
يروي ابن إسحاق: لما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله، وكان أبو بكر رجلاً مؤلفًا لقومه محببًا سهلاً، وكان أنسب قريش، وكان رجلاً تاجرًا ذا خُلُق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته، وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فانطلقوا ومعهم أبو بكر، حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام وبما وعدهم الله من الكرامة، فآمنوا وأصبحوا مقرين بحق الإسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية -يعني مع علي وزيد بن حارثة- الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء من عند الله تعالى.
كان عثمان رضي الله عنه قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، ولم يعرف عنه تلكؤًا أو تلعثمًا بل كان سبَّاقًا أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين، فكان بذلك رابع من أسلم من الرجال، ولعل هذا السبق إلى الإسلام كان نتيجة لما حدث له عند عودته من الشام، وقد قصه رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل عليه هو وطلحة بن عبيد الله، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام، ووعدهما الكرامة من الله، فآمنا وصدقا، فقال عثمان: "يا رسول الله، قدمت حديثًا من الشام، فلما كان بين معان والزرقاء، فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبُّوا، فإن أحمد قد خرج بمكة. فقدمنا فسمعنا بك".
لا شك أن هذه الحادثة تترك في نفس صاحبها أثرًا عجيبًا لا يستطيع أن يتخلى عنه عندما يرى الحقيقة ماثلة بين عينيه، فمن ذا الذي يسمح بخروج النبي قبل أن يصلي إلى البلد الذي يعيش فيه، حتى إذا نزله ووجد الأحداث والحقائق تنطق كلها بصدق ما سمع به، ثم يتردد في إجابة الدعوة؟ فقد تأمل في هذه الدعوة الجديدة بهدوء كعادته في معالجة الأمور، فوجد أنها دعوة إلى الفضيلة ونبذ الرذيلة، دعوة إلى التوحيد وتحذير من الشرك، دعوة إلى العبادة وترهيب من الغفلة، ودعوة إلى الأخلاق الفاضلة وترهيب من الأخلاق السيئة، ثم نظر إلى قومه فإذا هم يعبدون الأوثان ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، ويستحلون المحارم، وإذا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صادق أمين يعرف عنه كل خير ولا يعرف عنه شر قط، فلم تُعهد عليه كذبة، ولم تحسب عليه خيانة.
أسلم رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومضى في إيمانه قدمًا، قويًّا هاديًا، وديعًا صابرًا عظيمًا راضيًا، عفوًّا كريمًا محسنًا رحيمًا سخيًّا باذلاً، يواسي المؤمنين ويعين المستضعفين، حتى اشتدت قناة الإسلام.
صبر عثمان بن عفان على التعذيب وهجرته إلى الحبشة
أوذي عثمان وعُذب في سبيل الله تعالى على يد عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية الذي أخذه فأوثقه رباطًا، وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبدًا، ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه، وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والثانية، ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.


علي بن أبى طالب
علي بن أبى طالب هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو أول هاشمي من أبوين هاشميين، وبنو هاشم اشتهروا بالنبل والشجاعة والقوة والنعمة والإحسان والذكاء. وهو ابن عم الرسول ، وأول من أسلم من الصبيان حيث كان في العاشرة من عمره وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وقد تزوج من السيدة فاطمة الزهراء"رضي الله عنها" بنت رسول الله ، وقد تربي في بيت رسول الله وقد ولد في داخل الكعبة وحين أذن الله تعالي لرسوله ومصطفاه بالهجرة إلى المدينة بذل نفسه فنام في فراش رسول الله مضحيا بنفسه وروحه فحسبته قريش رسول الله .لقد كان هذا الموقف فدائياً فلمّا علمت قريش أنها خدعت قامت بإيذائه ولم يبال بهم وراح يرد الأمانات التي وكله رسول الله بردها إلي أصحابها قبيل أن يهاجر ويلحق برسول الله بالمدينة.
غزوتي بدر وأُحد
في غزوة بدر صاح حامل لواء المشركين أبو سعد بن أبي طلحة قائلاً ((هل في المسلمين من مبارز؟)) فخرج له علي وتبارزا فضربه ضربة واحدة فسقط على الأرض ولكنه لم يقتله وبعد انتهاء القتال اقترب الرسول من علي وراح يساعد في تضميد جراحه الكثيرة.
وبعد النصر والبطولة في غزوة بدر كانت غزوة أُحد وحين سقط اللواء من يد مصعب بن عمير دعا الرسول علياً ليحمل اللواء وحمل علي اللواء بيده ويده الأخرى كانت قابضة علي السيف الذي كان يسمى "ذو الفقار".
غزوة الخندق
وفى غزوة الخندق نادي عمرو بن ود على المسلمين((مَن يبارزني؟)) وعمرو بن ود"فارس قريش" فقال علي ((أنا أخرج له يا رسول الله)) فأجلسه رسول الله فنادي عمرو بن ود مرة ثانية ساخراً ((هل من رجل يبارزني؟ أين جنتكم التي تدعون أنكم سوف تدخلونها إذا قُتلتم؟ لماذا لا تُخرجون لي رجلاً يدخل تلك الجنة المزعومة؟)). فقال علي ((أنا له يا رسول الله والرسول)) والرسول يقول له((اجلس يا علي إنه عمرو بن ود)) فيرد علي واثقاً بنصر الله وشجاعته في ثالث مرة((أنا أقدر عليه)) فأذن له رسول الله . فلما نظر إليه عمرو بن ود استصغره فقال له((إنني أكره أن أقتلك)) ولكن علي قال له((إنني أدعوك إلى دين الله الحق أو أن ترجع إلى بلادك)) فسخر منه عمرو بن ود وقال((أجبناً منك؟! ما تعرض علي إنني أكره أن أقتلك)) فقال له علي((ولكني والله أحب أن أقتك)) واقترب منه علي وضربه فقتله وسمع الرسول والمسلمين تكبيرة علي .
علي صاحب راية فتح خيبر
إنه صاحب الراية الذي يفتح الله عليه يوم خيبر فقد فتح على يديه حصن"ناعم" الذي هو أقوى حصون خيبر .
أبو بكر وعلي
وبعد وفاة الرسول , كان أبو بكر يستشيره في عظائم الأمور وكان يقول له((أفتنا أبا الحسين)). كذلك كانت مكانته عند الفاروق عمر وكان يقول له((لولا علي لهلك عمر)). وأيضاً كان كذلك عثمان .
خلافته
وبايع الناس علياً بالخلافة بعد مقتل عثمان وهم يقولون له((نحن لا نرى أحداً أحق بالخلافة منك)) فبايعه الأنصار والمهاجرون وتخلف عن مبايعته نفر .
تقواه وورعه
لقد أفرغ بيت المال وقسمه على المستحقين وأمر فغسل بيت المال بالماء وقام فصلى ركعتين, وكان المعنى من هذا زهده وتواضعه أراد أن يبدأ عهده بأن يعرف الناس أن الآخرة هي خير وأبقى كما رفض أن يسكن في قصر الإمارة, كان الإمام علي يمشي في أسواق الكوفة ـ وهو الخليفة ـ فيساعد الضعيف ويعين الشيخ المسن فيحمل عنه حاجته, فإذا ما قال له أصحابه((عنك يا أمير المؤمنين)) يقول((قال تعالى"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين")). ويشتري طعامه وحاجات أهل بيته ويرفض أن يحملها عنه أحد وكان يلبس ثوباً زهيداً ويركب حماراً وقد تدلت على جانبيه ساقاه, وقد وصفه خامس الخلفاء الراشدين"عمر بن عبد العزيز" فقال عنه((كان الإمام علي أزهد الناس في الدنيا)) .
عدله وسماحته رضي الله عنه
الإمام علي وجد درعه عند رجل نصراني فذهب معه إلى القاضي يحتكما إليه وقال له((إنها درعي ولم أعطها له لا هبة ولا بيعاً ولكن هذا الرجل يدعي أنها ملكه هو)) فقال القاضي شريح لأمير المؤمنين((ولكن يا أمير المؤمنين هل عندك بينة؟)) فتبسم علي وقال للقاضي((لقد أصبت فإنه ليس لدي بينة)) فحكم القاضي بالدرع للرجل النصراني فأخذها الرجل ومضى, ولكنه عاد يقول((والله أن هذا لأحكام الأنبياء وإنها والله حقاً لأمير المؤمنين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا الدرع هي درع أمير المؤمنين)). فقال له علي ((والدرع هبة مني إليك)) وحسن إسلام الرجل .
ثقافته وعلمه
والإمام علي وصف بأنه كان نابغاً في الأدب والبلاغة والفقه والشريعة بل إنه كان أقضى أهل زمانه وأعلمهم بالفقه وإخراج الأحكام من القرآن والأحاديث .
الشهيد أبو الشهداء
واستشهد البطل والخليفة والإمام خرج ينادي لصلاة الفجر فخرج عليه عبد الرحمن بن مُلجم من الخوارج وكان قد اتفق مع اثنين على قتل الإمام علي ومعاوية بالشام وعمرو بن العاص بمصر . وكان السيف مسموماً فطعنه به .وحُمل علي إلى داره فطلب منه حامليه أن يرجعوا إلى المسجد ليصلوا صلاة الفجر ثم يعودوا إليه وحين رأى قاتله والناس ممسكة به قال لهم((لا تقتلوا بي سواه إن الله لا يحب المعتدين أحسنوا إليه وأكرموه فإن عشت فأنا أولى بدمه قصاصاً أو عفواً وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين)) , ثم إن الناس ألحوا عليه أن يستخلف ابنه الحسن وهم يقولون له((ماذا تقول لربك إن لقيته دون أن تستخلف علينا؟)) فقال((أقول له جل شأنه: لقد تركتهم كما ترك رسولك الكريم المسلمين دون أن يستخلف عليهم)) .
من أقوال الإمام علي رضي الله عنه
لقد كان الإمام علي يتفجر العلم من جوانبه والحكمة كما وصفه ضرار الكناني.
** ومن أقواله المأثورة**
أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه
معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم
إياك وصداقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك
إياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب إليك البعيد ويبعد عنك القريب
العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته
وضيعة المال تزول بزواله
العلم يحرسك وأنت تحرس المال
***رضي الله عن الإمام علي بن أبي طالب وعن صحابة رسول الله وعن التابعين***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبذة عن حياة الخلفاء الراشدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبذة عن حياة رائد النهضة الجزائرية
» نبذة عن القضية الفلسطينية
» نبذة عن الحارس العنكبوت ليف ياشين أسطورة حراسة المرمى في كرة القدم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى خالد بن الوليد ضاية الترفاس :: للمنتدى :: منتدى أحباب رسول الله-
انتقل الى: