... وتمتعت المرأةُ العربيّةُ بقسط غير قليل من الحريّة الشًّخصية ،
فكانت في مسألة الخطبة والزّواج المرجع الأخير ، ولها الحقُّ في
القبول والرَّفض ، ومثال ذلك الخنساء التي رفضت دريد بن الصمَّة عندما
خطبها قائلةً : أَدَعُ بني الطوال مثل عوالي الرّماح وأتزوّج شيخاً. وهند
بنت عتبة بن ربيعة التي اشترطت على أبيها عتبة بن ربيعة ألاّ يزوّجها
رجلاً حتى يعرضه عليها .
والواقع أنّه خطبها رجلان من قومها ، فعرض أبوها الأمر عليها ، فقالت هند : " أمّا الاول ... ولا يسمو لي . وأمّا الآخر فبعل الحرّة الكريمة" . وكان الثاني أبا سفيان بن حرب . بل إنّها في أحيان نادرةٍ كانت تعرض نفسها على من تختاره زوجاً لها ، ولم يستنكر العرف الاجتماعي ذلك ومثاله اختيار خديجة بنت خويلد الرّسول .